من المعروف أن البيئة الطبيعية هي كل ما يحيط بالإنسان من ظاهرات أو مكونات طبيعية حية وغير حية مختلفة في مكونات سطح الأرض من جبال وهضاب وسهول ووديان وصخور وتربة وعناصر الهواء والمناخ المختلفة من حرارة وضغط ورياح وأمطار وأحياء مختلفة إضافة إلى موارد المياه. ويعتبر التلوث ظاهرة بيئية من الظواهر التي أخذت قسطا كبيرا من اهتمام حكومات دول العالم منذ النصف الثاني من القرن العشرين.وتعتبر مشكلة التلوث احد أهم مشاكل البيئة الملحة التي بدأت تأخذ أبعادا بيئية واقتصادية واجتماعية خطيرة. وخصوصا بعد الثورة الصناعية في أوربا والتوسع الصناعي الهائل والمدعوم بالتكنولوجيا الحديثة .وأخذت الصناعات في الآونة الأخيرة اتجاهات خطيرة مختلفة في التنوع الكبير وظهور بعض الصناعات المعقدة والتي يصاحبها في كثير من الأحيان تلوث خطير يؤدى إلى تدهور المحيط الحيوي والقضاء على تنظيم البيئة العالمية.

مفهوم التلوث البيئي.  يختلف علماء البيئة والمناخ في تعريف دقيق ومحدد للمفهوم العلمي للتلوث البيئي وآيا كان التعريف فإن المفهوم العلمي للتلوث البيئي مرتبط بالدرجة الأولى بالنظام الأيكولوجى حيث أن كفاءة هذا النظام  تقل بدرجة كبيرة ويصاب بالشلل التام عند حدوث تغير في الحركة التوافقية بين العناصر المختلفة. فالتغير الكمي أو النوعي الذي يطرأ على ترتيب على ترتيب عناصر النظام يؤدى إلى الخلل في النظام ومن هنا نجد أن التلوث البيئي يعمل على إضافة عنصر غير موجود في النظام البيئي أو أنة يزيد أو يقلل وجود احد عناصره بشكل يؤدى إلى عدم  استطاعة النظام البيئي على قبول هذا الأمر الذي يؤدى إلى أي إحداث خلل في النظام .

درجات التلوث: نظرا لأهمية التلوث وشموليته يمكن تقسيم التلوث إلي ثلاث درجات متميزة

1- التلوث المقبول. لا تكاد تخلو منطقة ما من مناطق الكرة الأرضية من هذه الدرجة من التلوث حيث لا توجد بيئة خالية تماما من التلوث نظرا لسهولة نقل التلوث بأنواعه المختلفة من مكان إلى أخر سواء أكان ذلك بواسطة العوامل المناخية أو البشرية والتلوث المقبول هو درجة من درجات التلوث التي لا يتأثر بها توازن النظام الأيكولوجى ولا يكون مصحوبا بأي أخطار أو مشاكل بيئية رئيسية.

2- التلوث الخطر. تعانى كثير من الدول الصناعية من التلوث الخطر والناتج بالدرجة الأولى من النشاط الصناعي وزيادة النشاط التعديني والاعتماد بشكل رئيسي على الفحم والبترول كمصدر لطاقة  وهذه المرحلة تعتبر مرحلة متقدمة من مراحل التلوث  حيث إن كمية ونوعية الملوثات تتعدى الحد الأيكولوجى الحرج والذي بدا معه التأثير السلبي على عناصر البيئية الطبيعية والبشرية وتتطلب هذه المرحلة إجراءات سريعة للحد من التأثيرات السلبية ويتم ذلك عن طريق معالجة التلوث الصناعي باستخدام وسائل تكنولوجية حديثة كإنشاء وحدات معالجة كفيلة بتخفيض نسبة الملوثات تصل إلى الحد المسموح به دوليا أو عن طريق سن قوانين وتشريعات وضرائب على المصانع التي تساهم في زيادة نسبة التلوث

3- التلوث المدمر يمثل التلوث المدمر المرحلة التي  ينهار فيها نظام الأيكولوجى  ويصبح غير قادر على العطاء نظرا لاختلاف مستوى الإتزان بشكل جذري ولعل حادثة تشرنوبل التي وقعت في المفاعلات النووية في الإتحاد السفوتيى  خير مثال للتلوث المدمر حيث أن النظام البيئة إنهار كليا.

تلوث الهواء.

الهواء هو كل المخلوط الغازي الذي يملأ جو الأرض بما في ذلك بخار الماء ، ويتكون أساساً من غازي النتروجين نسبته 78,084 % والأكسجين 20,946 % ويوجد إلى جانب ذلك غاز ثاني أكسيد الكربون نسبته 0,033 % وبخار الماء وبعض الغازات الخاملة وتأتي أهمية الأكسجين من دوره العظيم في تنفس الكائنات الحية التي لا يمكن أن تعيش بدونه وهو يدخل في تكوين الخلايا الحية بنسبة تعادل ربع مجموع الذرات الداخلة في تركيبها .

1- إن الهواء حيوي وضروري لكل الكائنات الحية والتي تعيش على كوكب الأرض .

يستفيد الكائنات الحية إلى قسط من الأوكسجين للتنفس وعلى سبيل المثال فأن الإنسان العادي يتنفس 22000 مرة من غير مجهود ويرتفع هذه النسبة في ممارسة الرياضة والعمل. وان الإنسان يوميا يحتاج إلى 15000 لتر من الهواء والتي تعادل 15 كغم وان هذه النسبة اعلي من نسبة الماء الذي يستعمله الإنسان في اليوم الواحد .