عربي     English
مركز بترلايف للتدريب والتنمية البشرية
مركز بترلايف للتدريب وتنمية الموارد البشرية
صفحتنا على تويتر صفحتنا على الفيسبوك
BetterLife Center For training

مقالات بترلايف
  فن العمارة الاسلامية
حرر بقلم: م.سميرة حسونة  /   عدد القراءات : 1406 2013-12-05

 

العمارة هي وعاء الحضارة ، وهي تمثل بالخلاصة الهُوية الثقافية والمستوى الإبداعي والجمالي للإنسان .

استطاعت العمارة الإسلامية أن تنتقل من المضارب في البوادي إلى الأكواخ في القرى، ثم إلى المباني والأوابد في المدن، حاملة ملامح أصيلة، منسجمة مع متطلبات الإنسان ومع تقاليد وبيئته ، وتتميز الفنون الإسلامية بأن هناك وحدة عامة تجمعها بحيث يمكن أن تميز أي قطعة أنتجت في ظل الحضارة الإسلامية في أي قطر من أقطار العالم الإسلامي ، ولعل هذا سر من أسرار تفوق الحضارة الإسلامية وقدرتها الفنية على صبغ المنتجات الفنية في جميع الأقطار بصبغة واحدة.

هناك مجالان رئيسيان للتعرف على ماهية العمارة الاسلامية:

  1. المجال الأول معماري تاريخي وعاطفي: يعتمد على ثلاثة محاور تنظيرية في تعريف الحضارة الاسلامية:
  • المحور الأول هو المحور الشكلي: الذي يختزل العمارة الاسلامية في اشكالها الاكثر رواجاً كالأقواس والقباب والباحات الداخلية والأواوين والمشربيات والشادروانات ، ويعطي لهذه الاشكال وظائف خصوصية إسلامية نجد مرتكزاتها في فكر اسلامي موحد الجذور والمظاهر والمآرب وفي مناخ ديني واجتماعي مشترك.
  • المحور الثاني المحور الروحاني الصوفي: الذي يرى في التاريخ المعماري الاسلامي انعكاساً مباشراً لنظريات تصوفية تعود لاعمال الصوفيين العظام من القرون الوسطى كابن العربي وجلال الدين الرومي دون اي إثبات تاريخي على أن الأفكار والمبادئ والإرهاصات الصوفية قد أثرت في شكل العمارة ومضمونها وزخرفها.
  • المحور الثالث المحور البيئي: هو الذي يرى في الابداعات الاسلامية - الشعبية والريفية خصوصاً - ارتباطاً ببيئتها وردود فعل خلاقة لمعطيات هذه البيئة من حرارة زائدة وطقس جاف وندرة في الماء والخضرة ، وعلى الرغم من أن السمة المناخية سائدة في غالبية مناطق العالم الاسلامي إلا أنها ليست مطلقة.

تتقاطع هذه المحاور الثلاثة لتعطي التعريف الاكثر رواجاً في الوقت الحاضر للعمارة الاسلامية الذي يركز على الاشكال المميزة للنماذج التاريخية وعلى البعد الروحاني الصوفي وعلى استجابة بيئية عضوية للمناخ الصحراوي الحار والجاف تحديداً.

  1. المجال الثاني أكاديمي: محايد يعتمد على البعدين التاريخي والجغرافي ، فتاريخ العمارة الاسلامية يمتد ما بين القرن السابع وبداية القرن التاسع عشر الميلادي منذ ظهور الإسلام وحتى عصر الغزو الأوروبي لمعظم الأراضي الإسلامية وهيمنة الحضارة الغربية الحديثة على أوجه الإنتاج الفني والثقافي كافة بعد زوال الاستعمار في أواخر عصر التحرر الوطني.

أما البعد الجغرافي فيرى أن العمارة الاسلامية هي مجمل المباني والمنشآت التي تحفل بها مدن العالم الاسلامي ومناطقه بما فيها تلك التي شكلت يوماً ما جزءاً منه ثم انتزعتها حضارات أخرى كالأندلس وصقلية ، أو تلك التي ضمت اليه اخيراً كتركيا والبوسنة مثلاً ، أو تلك التي لم تكن مكوناً سياسياً في دار الإسلام حتى العصر الحديث ولكنها دارت في فلكه الثقافي أو التجاري قبل أن تصبح جزءاً منه مثل ماليزيا وجنوب الفلبين وبعض المناطق الصينية والافريقية جنوب الصحراء الكبرى.

وبدأ الإهتمام بالنتاج الثقافي ولا سيما المعماري للإسلام إبان ما دعي (الصحوة الإسلامية) في ثمانينات القرن العشرين والتي أختلف مفهومها. وكان شوطها يمتد بين السطحية ودرجات العمق المختلفة ، بما يناسب مستوي وعي الفرقاء ، فهو من سطحيتها المتعلق بمعالجة الواجهات ، إلي ما يتعلق بالفكر الإسلامي الموجه المتضمن للفكر والفلسفة الإسلامية. مع طرق جوهري للجانب الأخلاقي المتداخل مع الجانب الجمالي والنفعي للعمارة.

ويجدر الانتباه إلي أن عمارة المسلمين كانت نتاج لحاجاتهم البيئية والاجتماعية ، ممتزجة مع الفكر الذي يحرك السجايا ويتطور مع الزمن بحسب المتغيرات ، ولايرسي علي ثبوت ، ولا يمكث في عالم المحنطات ويبقي قابعا في التاريخ. وهذا يشكل التباين بين مفهومي العمارة الإسلامية كفكر وفلسفة وعمارة المسلمين كنتاج وأشكال.

وردت عدة مصطلحات للدلالة علي عمارة الإسلام ، حيث لم يكن مفهومها محدد المعالم ، واختلف القوم حتي في تسميتها ومن هذه المصطلحات:

  1. العمارة الساراسينية: فقد أستعملها ( لان بول Lane-Pooles ) ونجدها في كتابه ( ملزمة الفنون السراسينية -Handbook of Sarascenic Art ) أو ( الفن السراسيني في مصر ) لعام ، 1886. وينحدر هذا المصطلح من اليونانية القديمة واستعمله المؤرخ بطليموس محددا هوية العرب الأنباط الذين يقطنون منطقة البتراء. ثم استعمله الرومان للدلالة أهل البادية الذين يقطنون الجزيرة الفراتية. وهكذا تم تحديد ذلك بالعرب دون سواهم خلال الحقب البيزنطية وتوسع في الحروب الصليبية وشاع في القرن السابع عشر ، وتوسع معناه ليشمل القراصنة في البحر المتوسط. وأطلق علي المسلمين عموما. ويعزي البعض أنها محرفة من (شرقيين) أو (شرسين) أو (قراصين)..الخ. ويذهب البعض إلي أنها مركبة وتعني (عبيد سارة) أو أولاد إسماعيل ، وهو ابن السيدة هاجر ، خادمة السيدة سارة ، مستندين في ذلك علي مقتطف من (رسالة بولص الي أهل غلاطية).
  2. العمارة المحمدية: Mohammadan Architecture وقد شاع إستعمالها منذ أواسط القرن التاسع عشر ، ووردت لدي (مارتين بريكس Martin S. Briggs ) في كتابه (العمارة المحمدية في مصر وفلسطين) الذي كتبه العام 1882.
  3. العمارة العربية أو (عمارة العرب): Arab Architecture  بسبب ذلك التداخل بين الإسلام والعرب. وقد أستعمله المستشرقون ، ومنهم (كوستاف لوبون) الذي كتب (حضارة العرب) متضمن كل نتاجها ومنها المعماري. وقد أنتقد ذلك (لان بوليس وسبيرس وفيركوسون وكذلك ريفويرا) ، لما يعنيه من تحديد صفة العروبة بمن سكن الجزيرة العربية وأطرافه ، ومن نطق بها من المغرب حتي العراق ، غير متضمن لعمارة الفرس والهنود والصينيين وغيرهم.
  4. العمارة الإسلامية أو المسلمانية: ( Muslim- architecture -Islamic -Musulman)  وتحكم في هذا المصطلح الجانب اللغوي الي حد ما. ويمكن أعتبار ذلك المفهوم هو الاقرب الي الصواب. ومن أوائل من كتب بهذا المصطلح بالفرنسية (م. صلاح الدين M. Saladin) في كتابه الذي أصدره عام 1907 تحت عنوان (ملزمة الفن الإسلامي Manuel d L art Musulman) ، وقد عاضده في هذه التسمية ريفويرا Rivoira وكذلك سبيرس  Spiers، مع تحفضهم علي مشاركة معماريين او عمال مهرة من النصاري العرب والأجانب في بعض المعالم المعمارية المنسوبة للحضارة الإسلامية.
  5. العمارة المورية: (Moorish arch) الذي أطلقها الأسبان علي المغاربة ، ثم حدث أن انتقلت لتدل علي المسلمين تحديدا وتوسعت حتي سمي بها مسلمي الفليبين وجزرالمحيط الهادي. وقد أنتقلت الطرز (المورية) الإسلامية الي أمريكا اللاتينية، وجزر المحيط الهادي خلال القرن السادس عشر الميلادي.


وقد بدأت العمارة الإسلامية ببناء المساجد والأربطة فالمدارس والمصليات والخوانق والأسبلة والتكايا وإذا أردنا أن نتتبع تطور العمارة الإسلامية وجدنا المسجد حجر الزاوية فيه.

 

Go Back

الصفحة الرئيسية
من نحن
خدماتنا
عملائنا
اتصال بنا
نشاطات قادمة
اختبارات بترلايف
عروض مجانية للتحميل
دوراتنا
مدربونا
المقالات
الأخبار
بترلايف ستور
فديو بترلايف
صور بترلايف
الدورات القادمة
الجدول التدريبي العام
فروعنا حول العلم
  لندن - بريطانيا  كاليفورنيا - الولايات المتحدة الأمريكية
  الخرطوم - السودان   أبو ظبي - الامارات العربية المتحدة
  دبى - الامارت العربية المتحدة  صعيد مصر
  القاهرة