عربي     English
مركز بترلايف للتدريب والتنمية البشرية
مركز بترلايف للتدريب وتنمية الموارد البشرية
صفحتنا على تويتر صفحتنا على الفيسبوك
BetterLife Center For training

مقالات بترلايف
  عمارة التفكيك
حرر بقلم: م.سميرة حسونة  /   عدد القراءات : 1046 2014-05-29

    نجد الطرز الاغريقية والرومانية والبيزنطية والقوطية والكلاسيكية والباروك والركوكو ، الى ما قبل عمارة الحداثة ، نجدها متأثرة بطريقة أو بأخرى بالفكر السائد في زمنها. وعندما ظهرت الحداثة كرد فعل للكاثولوكية المسيطرة ، خالف الحداثيون في العمارة كل المفاهيم السابقة لعمارة ما قبل الحداثة. فاختفت الزخارف ، واختفى التناظر واختفت الاعمدة ، وكثر استخدام كلمة الملل للازدراء من التكرار في عمارة ماقبل الحداثة. وقوطع التراث ولكن هذه القطيعة لم تستمر الا عدة قرون حتى ظهر مذهب جديد في العمارة متأثرا بفكر المجتمع الذي يدعو الى الرجوع الى الدين والتراث وينبذ الفكر السائد الداعي الى مجتمع منفصل عن الدين. وأصبح هناك من يدعو للرجوع الى التراث مع المحافظة على المكتسبات الحديثة ، فظهرت عمارة ما بعد الحديثة التي تعني بتطعيم المباني بلمسات من مفردات تراثية ظهرت هنا وهناك.

    أما الذين ما زالوا معارضين لمبدأ العودة الى التراث ، وفي نفس الوقت يريدون ان يزيلوا من فكرهم ما انتقدوا غيرهم به ، وهو الجمود والسكون وعدم التقدم الى الامام ، فقد اضطروا الى أن يجددوا عمارة ما بعد الحداثة بدون الرجوع الى التراث ، فظهرت الطرز التفكيكية او التشريحية ، كما يحلو للبعض أن يسميها ، لذلك يمكن القول بأنها استمرار للحداثة بشكل أكثر حداثة ، فلا توجد اذاً زخارف او نقوش ، ولا توجد تناظر.يقول المعماري بيتر آيزمان إن التفكيكية ليست بطراز ولكن لها علاقة بالايدلوجية.

    لقد ظهرت التفكيكية في العمارة في أعمال معماريين متفرقين ومن دول مختلفة ، وخاصة في اعمال بيتر آيزمان وبيرنارد تشومي ، عندما شاركا الاب الروحي لحركة التفكيك جاك دريدا في تصميم حديقة لافليت في باريس.

    لقد أعطى المعماري فيلب جونسون الصبغة الشرعية والعالمية للإتجاه الحديث لما بعد الحداثة ، وذلك عندما أستضاف مجموعة مختارة من أعمال بعض المعماريين ، من بينهم المعمارية زها حديد وتشومي وآيزنمان وكولهاس في متحف الفن الحديث في نيويورك في عام 1988م. وجمعت هذه الاعمال في كتاب بمسمى عمارة التفكيك ، كتب فيلب جونسون مقدمة له قال فيها: " في الفن وأيضاً في العمارة ، هناك عدة اتجاهات متناقضة في جيلنا المتغير السريع. وفي العمارة نجد أن الكلاسيكية الصادقة والحداثة الصارمة وكل الدرجات بينهما كلها صحيحة بالتساوي. ولم يظهر شئ مقنع بعد ، وربما لا يظهر ، ومالم يوجد او يظهر دين جديد او مجموعة معتقدات على نظاق العالم ، فربما لا يمكن تشكيل علم الجمال .

    إذاً نستطيع أن نقول أن العمارة الكلاسيكية هي كرجل يمشي الى الامام ونظره الى الخلف ، والعمارة الحديثة رجل يمشي الى الامام ونظره الى الامام ، وعمارة ما بعد الحداثة رجل يمشي الى الامام ونظره الى الامام وله نظره الى الخلف ، وعمارة التفكيك كما يقول آيزنمان هي البحث فيما بين القبيح ضمن الجميل ، واللامنطقي في المنطقي.

والسؤال هو: هل تستطيع التفكيكية أن تصمد طويلاً ، أم ستنتهي كصرعة كما حدث لما بعد الحداثة؟ 

مجلة عمران - المعماري فرحات الطاشكندي

Go Back

الصفحة الرئيسية
من نحن
خدماتنا
عملائنا
اتصال بنا
نشاطات قادمة
اختبارات بترلايف
عروض مجانية للتحميل
دوراتنا
مدربونا
المقالات
الأخبار
بترلايف ستور
فديو بترلايف
صور بترلايف
الدورات القادمة
الجدول التدريبي العام
فروعنا حول العلم
  لندن - بريطانيا  كاليفورنيا - الولايات المتحدة الأمريكية
  الخرطوم - السودان   أبو ظبي - الامارات العربية المتحدة
  دبى - الامارت العربية المتحدة  صعيد مصر
  القاهرة