ليس
بإمكانك أن تنقذ العالم . لا يمكنك أن تنقذ نفسك بأن تنقذ شخصاً آخر .إن إنقاذك
للآخرين يؤجل تعلمهم للدرس الذي يحتاجونه كي ينضجوا .
عندما
تنقذ الناس ، فإنك أيضاً تقلل من شأنهم . إنهم يدينون لك بالامتنان في البداية ،
ولكنهم بعد ذلك يستاءون منك لجعلهم يعترفون بأنهم كانوا غير قادرين على إنقاذ
أنفسهم . فكلما زاد إنقاذك لهم ، زاد عمق إحساسهم بالاستياء . لم يكن ذلك ما كنت
تفكر فيه عندما فكرت في تقديم العون لهم .
لو
أن الهبة التي تمنحها للآخرين شيئاً من نفسك مثل تفهمك وحنانك ، فتلك هبة لها جانب
واحد ، لأن مثل تلك الهبات بمثابة تشجيع للآخرين كي يخاطروا من أجل أنفسهم .
غير
أن هبة المال هبة ذات حدين . فدائماً ما يوجد بها خيوط مشتركة . إن المال يحبس
المتلقي في سجن الالتزام عدم الثقة بالنفس . إن المال يعطى المانح شعوراً بالرفعة
والقوة والترقب .
إن
إنقاذك الآخرين لا يكون بدافع من الشفقة ، ولكن بدافع من الضعف . إنك تحاول أن
تشتري الحب . إن ذلك دائماً ما يتضح أنه غاية في السوء . أنقذ صديقك وسوف تفقده .
أنقذ
شريك حياتك ودمر حبك . أنقذ أطفالك وسوف تعجزهم .
عندما
تنقذ الآخرين ، يلقي عليك باللوم عندما يحدث خطأ ما وتفقد العاطفة التي منحوها لك
ذات مرة .
لا
تجعل من إنقاذك للآخرين عادة وملاذ يلجأون إلية دوما لأن حياتهم تستحق أن تعاش من
أنفسهم هم والمخاطرة والنجاح يجب أن ينسب لهم هم دون وجودك أو شكرك الذى تنفق من
أجل الحصول عليه من الآخر .
قد
يكون الأمر معقد قليلا لديك بأنك لم تتلقى كلمات شكر كافية أو كنت ترى الألم و
الغضب فى التعامل من صغرك و لهذا بصورة غير مباشرة ترغب الآن فى أن تكون ملاذ لكل
من حولك ولكن صدقا أقول لك بأنك سوف تفقد مكانتك بمجرد أن تفقد مالك الذى تشترى به
ثقتهم و حبهم و شكرهم , إن أسمى و أعظم حب وشكر هو الذى يعطى بلا مقابل .
إن
حريتي تعتمد على ترك الآخرين كي يكونوا أحراراً .