الصوره المقلوبة
يقولون لي إذا رأيت عبداً نائماً فلا تنبهه لعلة يحلم بحريته . وأقول لهم إذا رأيتُ عبداً نائماً نبهته وحدّثته عن الحرّية" (جبران)
لنترك العبد يهنأ بنومته قليلا ولنتناول لسان العرب لنبحث في الفرق بين الطلب والمطالبة :
الطَّلَبُ: مُحاوَلَةُ وِجْدانِ الشَّيءِ وأَخْذِه.
والطِّلْبَةُ: ما كان لكَ عند آخرَ من حَقٍّ تُطالِـبه به.
والـمُطالَبة أَن تُطالِبَ إِنساناً بحق لك عنده، ولا تزال تَتَقاضاه وتُطالبه بذلك.
لندقق في الفرق بين الطلب والمطالبة فالأولى تشير إلى سؤال ما قد لا يكون حق للشخص أما الثانية فهي تشير للحق.
يجب أن تتضح الخطوط الفاصلة في هذه المعاني في وقتنا هذا وقد تاه هذا الجيل في الوادي الفاصل بين هذه المعاني والذي شقته ثقافة مجتمعية عقيمة قلبت الموازين وأضحى لا يدرك ما بينهما من معنى مصيري وتنازل حقوقي فضاعت جل حقوقه ونام على حلم انتظار منة القيم على الحقوق وأصبح الجيل الحالي يحلم بقطعة أرض يسكنها أو يستثمرها ولقن لغة الاستجداء وهاهو يردد كلمات العبودية :"أطلب وما عطوني " يتسول ما هو حق له
ألا تعلم أيها الشاب أنك سكت عن حقك ثم عدت تتسول من لا يملك !
تعال أُعلمك
إن كل إنسان ولد على أرض أجداده فهو في الأصل مالك وشريك مع الكل فيها وبحكم القانون أوكلت هذه الأمانة إلى ولي الأمر حتى يحافظ عليها وعندما تحين الحاجة لها تسلم لك الأمانة متى ما شئت غير منقوصة وفي حالة عدم تسليمها لك يجب أن تطالب بها وتحاسب من ضيعها وسلمها للغريب الذي هو ليس صاحب حق مهما كان المقابل الذي بذله واستولى به على حقك فجعلك تطلب وتتسول .. الطلب حين احتل مكان المطالبة أضحى تسول لا يليق بصاحب الحق الذي كان يفترض أن يطالب بحقه مرفوع الرأس موفور الجبين هذه الصورة المزرية خلفها قلب الأوضاع رأسا على عقب ووقوف صاحب الحق على رأسه مما أدى إلى تدفق الدماء الى وجهي والتي تخيل أنها من خجل طلب ما ليس له بحق ونسي أن الصورة المقلوبة هي ما أوجعه
أما آن الأوان أن يصحو المجتمع من نومته ويطالب بحقوقه المهدرة يقف وقفة رجل واحد اكتشف أنه أخطأ في تربية أبنائه في هذا المجال فأضاع حقوقهم وأشعرهم بالذل والهوان لمجرد أنهم لم يضعوا خطا فاصلا بين الطلب والمطالبة
|